س: متزوجة منذ 7 سنوات ورزقت بطفلين وعشت بداية حياتى مع زوجي هادئة، وعندما كانت تحدث بعض المشكلات العادية كان يصالحنى سريعًا، ولكن فى الفترة الاخيرة كان عصبيا ويثور لاتفه الاسباب، مما جعلنى اترك البيت وذهبت الى بيت اهلى وتركت اولادى، وجاء زوجى ليرجعنى ولكن ابى رفض عودتى، وأنا الان فى حيرة فما الحل؟
ج: أسواء شىء تفعله الزوجة عقب أى مشكلة أو مشادة بينها وبين زوجها أن تجمع اغراضها وحقيبتها وترحل الى بيت الأهل، فهذا سلاح أثبت فشله حتى إذا طلب منها زوجها الرحيل فى لحظة غضب عليها ان تتريث، فخروجها من البيت يوسع فجوة الخلاف بينهما وبالتالى يتدخل الاهل من الطرفين ويشعر كل منهما أن له ظهر يحميه ويشعر الطرف الآخر أنه فى حرب وهى ليست واحدة التى يحاربها وإنما عائلة بأكملها.
ويبدأ تدخل بعض النفوس الضعيفة بالنصائح الضالة المخربة للبيوت وإذا رجع لإحضارها للعودة لبيت الزوجية رفضت خوفا من اهلها واصدقائها كيف تشكو وتتهم بالامس واليوم تعود معه وبالتالى ترفض العودة ويرجع هو يتلقى نصائح الآخرين بتركها وعدم السؤال عليها، فى هذه الاثناء تتمنى هى أن يعود إليها وترجع الى بيتها وتلوم نفسها لو كانت صبرت قليلا لأنها بعد خروجها من بيت أهلها تصبح غريبة وتشعر عندهم بالغربة، تصرفاتهم معها تختلف عن قبل زواجها، كل واحد يحاول ان يشعرها بالوصاية عليها فتندم أشد الندم على التسرع والخروج، والاكرم لها الا تخرج من بيتها وعليها ان تشعر زوجها بانها متمسكة بهذه الشركة ولكنها ستتجنبه ردا لكرامتها التى اهانها.
الزوج هنا يشعر بالأمان وبالتالى تزداد مكانة الزوجه فى قلبه فيحاول ارضائها بكل الطرق.
اقول للزوجة: لا تتمادى فى الخصام وافتحى قلبك من جديد وتذكرى ساعات الحب والمودة بينكما وابتسمى للصفحة الجديدة وارجعى الى بيتك بحجة الاطمننان على اولادك ولن يلومك احد ولا تكررى هذا مرة اخرى وفكرى قبل الرحيل، وعلى الزوج فى هذه الحالة محاولة إرضاء الزوجة صاحبة القلب الطيب بأبسط الأشياء من هدية بسيطة فى قيمتها المادية ولكنها تكون غالية عندها جدا لأنها من الزوج والحبيب ولتكن بضعة زهور يحملها اليها وهو عائد من عمله او دعوة خارج البيت للتمشى او شرب الشاى فى مكان هادىء غير مكلف.
اقول للزوجين: حاولا خلق الحب وزرعه من جديد وتجديد المشاعر بتبادل الهديا الرمزية البسيطة غير المكلفة لقوله صلى الله عليه وسلم «هادوا تحابوا» ولو بكروت عليها عبارات حب جميلة تجدد وتنشط المشاعر، وكل طرف عليه مهمة إيقاظ هذه المشاعر إذا فترت ويذكر الطرف الآخر بضرورة التجديد حتى لا تكون الحياة مملة وننسى أنفسنا فى دوامة الحياة وننسى مشاعرنا ونصبح كالآلة المتحركة.
وهنا يكمن الخطر اذا شعر ضعاف النفوس حولهما بهذا الفتور وحاولوا ان يتسللوا تسلل الشياطين فيزينوا بأنفسهم ما ينقص أحد الزوجين حتى يلتفتوا النظر اليهم.
واخيرا:إ حذرا من تدخل الآخرين بينكما فالبيوت اسرار، واعلما أن الشكوى لا تفيد وأن المستمع لا يقدم ولا يؤخر، الحل بأيديكما، فى مفاتيح الحب التى تحتاج إلى تحريك.
الكاتب: د/عزة الدمرادش.
المصدر: موقع إخوان اون لاين.